في خطوة تؤكد متانة العلاقات الثقافية بين مصر وفلسطين، وجّه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة ، دعوة رسمية إلى نظيره الفلسطيني الدكتور عماد حمدان لحضور الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في حدث يُتوقع أن يشهد حضورًا فلسطينيًا استثنائيًا واحتفاءً لافتًا بالهوية والتراث الفلسطينيين.
وتستعد القاهرة لاستضافة واحدة من أكثر المشاركات الفلسطينية ثراءً في تاريخ المعرض، في حدث ينتظره جمهور واسع من عشّاق الثقافة العربية، تأكيدًا على أن الكتاب والفن والمعرفة ما زالت جسورًا راسخة تجمع بين الشعوب، وتؤكد حضور فلسطين الدائم في الوجدان العربي.
تعزيز للحضور الفلسطيني ودعم مستمر من القاهرة
تعكس الدعوة الجديدة الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في دعم الثقافة الفلسطينية على المستويين العربي والدولي، والتزامها الدائم بالدفاع عن الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس والمحو.
وأكد وزير الثقافة المصري أن تعزيز المشاركة الفلسطينية في المعرض هو امتداد للمواقف الراسخة للقاهرة تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الثقافة كانت وستظل إحدى جبهات المقاومة الأساسية التي تحمي الوعي وتحفظ الذاكرة الجماعية.
وأوضح الوزير أن المعرض يمثل منصة واسعة للتعريف بفلسطين وتراثها وصوت مثقفيها، خصوصًا في ظل الظروف السياسية التي تعيشها القضية الفلسطينية، مضيفًا أن حضور وزير الثقافة الفلسطيني سيضفي على الحدث بُعدًا عربيًا مهمًا.
تقدير فلسطيني للدور المصري في صون الذاكرة
من جانبه، أعرب الدكتور عماد حمدان عن تقديره لخطوة القاهرة، مؤكدًا أن مصر كانت دائمًا حاضنة للثقافة الفلسطينية، ورافدًا مهمًا في حماية الذاكرة وتوثيق الإبداع الفلسطيني.
وأشار الوزير الفلسطيني إلى أن المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب تمثل فرصة كبيرة لعرض التجربة الثقافية الفلسطينية أمام جمهور واسع، وتجديد الوعي العربي بالقضية من خلال الأدب والفنون والمعرفة.
فعاليات فلسطينية مرتقبة.. بين الذاكرة والإبداع
ومن المتوقع أن تحمل المشاركة الفلسطينية في الدورة المقبلة من المعرض برنامجًا متنوعًا، يجمع بين الأصالة والابتكار، ويعبر عن ثراء التجربة الثقافية الفلسطينية، وتشمل الفعاليات المرتقبة:
أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من الداخل الفلسطيني والشتات، حلقات نقاشية حول التحديات التي تواجه الثقافة الفلسطينية في ظل الظروف السياسية المعاصرة، وتكريم رموز ثقافية فلسطينية لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية من خلال الأدب والفنون، بجانب فعاليات تُبرز المقاومة الثقافية ودورها في مواجهة محاولات التشويه والطمس، فضلا عن أنشطة موجهة للأطفال تستحضر التراث الفلسطيني وقصصه الشعبية.
القوة الناعمة.. والهوية الفلسطينية
تأتي هذه المشاركة في ظل تنامي الاهتمام العربي بإعادة تقديم فلسطين عبر مسارات القوة الناعمة، وتعزيز أدوات المقاومة الثقافية كأحد أهم الأساليب للحفاظ على سردية الشعب الفلسطيني أمام محاولات التزييف التاريخي، كما أن تخصيص مساحة أكبر لفلسطين في معرض القاهرة الدولي للكتاب يعكس رؤية مصر الإستراتيجية لدور الثقافة في دعم الشعوب، وفي الوقت نفسه يشكّل فرصة لإعادة تقديم الوعي الفلسطيني للأجيال الجديدة.